تخلّص من هذا الأمل
هذا المقال قد يحتاج منك وقتاً لتتقبله. لكن عندما تفعل ذلك، سترى نتائج مذهلة في حياتك
لا شيء أكثر تعقيداً من العلاقات. سواء علاقات الصداقة أو علاقة الزواج أو الأخوة.. وأكثر هذه العلاقات تعقيداً هي العلاقة التي تغوص في تفاصيل حياتنا ونعطيها جزء كبير منّا ومن وقتنا و من حياتنا
المشكلة في العلاقات أن كل شخص لديه مزيجه الغريب من الصفات الإيجابية والسلبية والكلاكيع الداخلية ( حتى نحن طبعا!) وحتى لو لم نرى هذه الكلاكيع (التراكمات والتشابكات النفسية التي في داخلنا) والاختلافات في وقت ما إلا ان مصيرها أن تظهر بسبب ظروف الحياة
قد نجد أنفسنا نحب أشياء كثيرة فيه. لكن بعض الأشياء لا تعجبنا. لا نرى منه أذى يجبرنا على الرحيل لكن أيضا لسنا راضيين عن شخصيته. وفجأة يراودنا أمل. أمل بأن يتغير هذا الشخص. أن يعود كما كان من عشر سنوات… أو أمل أن يكتسب صفة ما او يتخلى عن صفة ما…أمل بأن يتغير
ولأن هذا الأمل موجود فنحن لا نتوقف عن المطالبة بأن يتغير. وربما نبني الآمال والأحلام على تلك اللحظة التي سيتغير فيها، لنصبح أسعد
في نفس الوقت نريده أن يحبنا كما نحن. نريد أن يسمح لنا أن نكون أنفسنا بجوانبها المظلمة والمشرقة ونريد التقبل اللامحدود
لن تصبح العلاقة أفضل إلا إذا تخلصت تماما من أمل ان يتغير شخص ما لأجلك. هذا الأمل يجعل منك شريكاً او صديقاً مربكاً ومزعجاً
انظر اليه الآن كما هو.. كبشر له جوانب مختلفة واسأل نفسك:
كيف ستتغير علاقتنا لو انني تقبلت وأحببت شخصيته كما هي بدون تعديلات وعبرت له عن ذلك؟
كيف ستتغير علاقتنا لو بدأ أسلوبه يضحكني فعلا. وبدأت اسأله عن الأشياء التي يهتم بها رغم انه يعلم أنني لا أحبها؟
كيف ستتغير علاقتنا لو أعطيته المساحة ليكون هو بدون لوم او عتاب؟
لو كانت الأجوبة تقول لك ان علاقتك ستصبح أفضل إذن أنت بحاجة إلى ان تجرب التقبل.
نحن نتغير عندما نريد أن نتغير. عندما تشعر بالحاجة لأن نتغير.. وعندما نجد الدعم من مَن نحب. لذلك تخلص من هذا الأمل وقدم له كل الدعم ليصبح أفضل بطريقته.